عصام حسن علي يكتب.......  قراءة تحليلية لخطاب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مؤتمر الخدمة المدنية ببورتسودان

  • تاريخ النشر 29 أبريل 2025
  • سياسة
  • بواسطة Dan mohamed ahmmed
  • 47 مشاهدة
IMG-20250423-WA0001-AZy2KHlUkn.jpg

عصام حسن علي يكتب.......

 قراءة تحليلية لخطاب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مؤتمر الخدمة المدنية ببورتسودان

في خطابٍ سياسيٍ حافل بالرسائل الواضحة والرمزية، أطلّ رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، من قاعة أمانة حكومة البحر الأحمر ببورتسودان خلال افتتاح مؤتمر الخدمة المدنية تحت شعار "خدمة مدنية فاعلة ومستدامة". الخطاب جاء في لحظة سياسية وعسكرية بالغة التعقيد، تحمل في طياتها أبعادًا تتقاطع فيها الحرب الدائرة، والانقسام السياسي، وأزمات الإدارة المدنية، والسعي لترميم الدولة من الداخل.

 

1. نفي الحرب الأهلية وتثبيت سردية "محاربة المليشيات"

أكد رئيس مجلس السيادة في خطابه أن الحرب في السودان ليست موجهة ضد أقليات أو قبائل أو أجناس، بل ضد من يحمل السلاح في وجه الدولة. هذا النفي جاء كرد مباشر على ما وصفه بـ"الدعاية الخبيثة" التي يروج لها أصحاب الأجندة، في محاولة لإبقاء الجيش في موقف الدفاع الأخلاقي، ولإثبات أن العمليات العسكرية الجارية تستند إلى "البوصلة الوطنية"، لا إلى أجندات سياسية أو إيديولوجية.

هذا الخطاب جاءفاصلاً بين الحرب الجارية والصراع السياسي الذي سبقها، وتبرئة الجيش من تهمة الانحياز أو التحالف مع "الكيزان" كما يروج خصومه، خصوصاً في ظل انتقال مركز ثقل الدولة إلى مدينة بورتسودان.

2. الرسائل المبطنة للمعارضة السياسية

القائد العام للقوات المسلحة لم يتوانَ عن توجيه نقد مباشر لمن وصفهم بـ"المروجين للأكاذيب" الذين يصدقون دعايتهم، ملمحاً بذلك إلى المعارضة السياسية، وبعض الحركات المدنية التي تتهم الجيش بإعادة إنتاج النظام السابق. جاءت عبارته "المجد ليس لحرق اللساتك بل للبندقية" كدلالة واضحة رفض الاحتجاجات الشعبية السابقة بوصفها أدت لتعطيل الحياة وإرباك الشارع العام،وأن التعبير عن الإحتجاج والمطالب يجب أن يكون عبر الطرق السلمية ولديه أسس معروفه يجب إتباعها. والآن الشرعية للسلاح في حسم الحرب التي أشعلتها مليشيا آل دقلو الارهابية، بما يعكس التماشي مع الأوضاع الراهنة.

 

3. إصلاح الخدمة المدنية كواجهة للتغيير الداخلي

انتقل الخطاب لاحقاً إلى ملف الخدمة المدنية، حيث دعا رئيس مجلس السيادة إلى مراجعة اللوائح "العقيمة" والبعيدة عن الابتكار و الترهل والتسيب، وبتغلغل المحسوبية والترضيات على حساب الكفاءة. هذا الطرح يهدف لإرسال رسالة مزدوجة؛ أولاً إلى الداخل بتقديم نية الإصلاح الوظيفي و الإداري، وثانيًا إلى الخارج بإظهار أن السلطة الحالية تعمل على بناء دولة مؤسسات رغم الحرب.

4. الحرب كمحفز للوحدة الوطنية

من أبرز مضامين الخطاب التأكيد على أن الحرب وحّدت الشعب السوداني ضمن "الاصطفاف الوطني"، وهو طرح يعكس صياغة هوية وطنية جديدة تنبني على المواجهة مع "العدو الداخلي"، أي المليشيا، واستبعاد حالة الانقسام التي سادت منذ الثورة. 

تعهده بأن الجيش "لن يخذل الشعب" يحمل طابعًا وجدانيًا، وأن القوات المسلحة حامي للسيادة الوطنية.

 

 

جاء خطاب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مزيجًا من الدفاع السياسي، والتعبئة الوطنية، والعرض الإصلاحي، لكنه في عمقه يعكس تحولات في طبيعة الحكم بالسودان، حيث يُعاد بناء الدولة انطلاقًا من الحاضر مع تصحيح أخطاء مامضى.

التحدي الحقيقي يكمن في تحويل الشعارات الإصلاحية إلى واقع ملموس، خصوصًا في الخدمة المدنية، دون أن تتحول إلى أداة أخرى للإقصاء وإعادة تدوير الولاءات.

0
الكاتب
لا توجد صورة
Dan mohamed ahmmed

ربما يعجبك أيضا

اكتب الرد